CHAPITRE 7 - LUMIERE DU BOURD : Le Voyage Nocturne et l'Ascension du Prophète (saw)

il est fort ce gars là

يقول الشيخ الحاج في قصيدته التي أسماها بـ {زجر القلوب عن حب دار الخلود} قافية الباء؛ تحتوي القصيدة 128 بيتا، يصف فيها بأن حياة الدنيا لا تدوم ولا تبقى. زهدها والتزود بالتقوى، وفي مستهل القصيدة يرى القارئ براعة الشاعر ومكنته في البلاغة في استخدام أسلوب الاستعارة والتشبيه، "إن طار الغراب" الغراب هنا كناية عن سواد الشعر تشبيها للغراب بسواده، و "رسول الموت" بياض الشعر بمعنى الشيب. ها هي القصيدة:
هل الدهر إن طار الغراب يطيب === وجاء رسول الموت بعد ينوب
أراك نسيت الموت والموت مورد === فللكل من بحر الممات نصيب
ألا كل مولود فلا شك أنه === يسلمه يا ذا الحبيب شعوب
ألا كل مولود وإن طال عمره === سيدعوه داع هلكة ويجيب
وإياك تدبيرا فما هو نافع === وسلم إلى الله الأمور تتوب
وخير ولا تختر فكيف اختيارنا === إن مغبات الأمور تغيب
ألا فارض ما يقضي الإله بملكه === ففيه رضى من بالمطيع يثيب
وما يفعل الهادي الجليل بخلقه === فذاك جميل يرتضيه منيب
ألا دار الدنيا دار نوكى وجيفة === يجاذبها فاحذر بتلك الكليب
ألا إنها دار الغرور فمن صفى === له العيش منها فالكدور عقيب
ألا إنما الدنيا سراب بقيعة === فيحسبه الظامي الشراب يجوب
إليه مسافات وإياه لم يجد === بشيء وإن الحين منه مصيب
لأسحر من هاروت وماروت قال ذا === شفيع لكل مذنبين لبيب
ألا حبها رأس الخطايا جميعها === ويلقي الدنا ظهر الوراء لبيب
عجوز فروك في ثياب عروبة === غرور الدنا الماضين قبل عجيب
وإن أضحكت يوما ستبكي بسرعة === ولا خير في اللذات بعد لهيب
ألا مثل دود القزّ من يجمع الدنا === وللدود في منسوجه لتبوب
ولا تك ممن غر من بعد غفلة === ويوم ازدحام العالمين عصيب
قبائحها تخفي وتبدي محاسنا === نزوع لما تعطي الحبيب سلوب
ولا تنس طول الدهر لا تنس ليلة === صبيحتها فيها يعد عيوب
ألا آخر الأنفاس داوم بفكره === ذكيّ الحجا يوم الفراق يهيب
فيا أيها الباني محل ضيافة === ألم تعلمن أن الجلاء قريب
ستخبرك الأيام أنك لا عب === كأنك يا هذا الغبي سليب
إلى أن قال:
وإياك ضحكا ثم لهوا دعابة === ويأنف من هذا الخصال حسيب
ولا تنزل الرحمى بمجلس غيبة === وذكر الدنا ضحكا نحاك نكوب
وفعلك لا تعجب ولا تتكبرن === فإنك في شك هديت يريب
ولا تعتقد فضلا على الغير تغترر === فإن ختام الأمر عنك يغيب
وحق على التجار أن لا يفارقوا === قبيل رباح والحساب حزيب
إلى أن قال أيضا:
إذا ما رآك الدهر يوما بلية === يكفر من ذاك البلاء ذنوب
وإن زدت منها الصبر أيقن بأنه === بغير حساب للصبور يثيب
ويمحى بها ما ليس تمحاه طاعة === وتأمل لو دامت عليك كروب
ولا تنزعج إن ضاق أمر فإنما === تفرجه إما صبرت قريب
ألا قلل الهمات إن قال كن يكن === وما لم يكن يأتيه ليس يصوب
أمن بعد وعد الله ثم ضمانه === وأقسامه يأتي الفؤاد وجيب
وداوم على ذكر الذي جل ذكره === بذكر إلهي تطمئن قلوب
ليلفك ما أحييت مولاك ذاكرا === أخي طلوع الشمس ثم غروب
ولكن جدوى الذكر إن لم يكن به === حضور قليل والحضور غريب